المغامر صالح حصل علي حجر وسيف مارد الجني

 

المغامر صالح يحصل علي حجر وسيف المارد 🔞

ليست المشكلة في أن تصدق كذبة واحدة... بل أن تبني عقيدتك على خداع تراكمي

هدير عبد الرازق الفيديو الجديد تليجرام

في عالم يعج بالمؤثرات البصرية والصوتية، ووسط منصات تفيض بمقاطع الفيديو المثيرة، تبرز مشكلة لا يدرك خطورتها كثيرون: ليست المشكلة في أن تصدق كذبة واحدة، بل في أن تتحول تلك الكذبة إلى حجر أساس تبني عليه فهمك للدين، أو تصورك للواقع، أو رؤيتك للحياة والموت، والحق والباطل.

كذبة صغيرة تُزرع في عقل المتلقي، لكنها لا تبقى هناك، بل تنمو وتتفرع وتتحول إلى منظومة معتقدات مشوّهة، تبدأ بحجر يقال إنه مسحور، ثم تتطور إلى "سيف سحري"، وتنتهي باتباع الضلال وتصديق الباطل.

كيف يصنعون الكذبة؟

الأمر لا يبدأ من فراغ. صانعو الخداع البصري في هذا المجال لا يتركون شيئًا للصدفة، بل يستخدمون أدوات مدروسة بعناية لتضليل المشاهد ودفعه إلى تصديق ما يُعرض أمامه، حتى لو كان منافياً للعقل والدين والمنطق.

أولًا: الإضاءة الخافتة

حين تشاهد فيديو يدّعي ظهور الجن أو حصول تواصل مع عالم ما وراء الطبيعة، غالبًا ما تلاحظ أن الإضاءة خافتة. لماذا؟ لأنها تثير الغموض، وتجعل عقلك مستعدًا لتقبل التفسيرات الخارقة، إذ إن الظلام يوقظ في داخلنا الخوف الفطري من المجهول.

ثانيًا: الأصوات المضافة

الرعد، الصراخ، الهمسات، الزمجرة... كلها أصوات تُضاف لاحقًا إلى المقطع، وغالبًا ما تكون من مكتبات صوتية مجانية متاحة على الإنترنت. الهدف منها بسيط: إقناع أذنك بشيء لم تره عيناك.

ثالثًا: التصوير الليلي المهتز

أداة كلاسيكية في أفلام الرعب أصبحت وسيلة لتضليل المشاهدين في مقاطع الجن. الكاميرا تهتز عمدًا لتوحي بحدوث أمر مرعب ومفاجئ، والتصوير الليلي يخفي الكثير من التفاصيل التي قد تفضح التزييف.

رابعًا: التمثيل المقنع

يظهر شخص ما، مثل "صالح بني صخر"، وهو يصرخ فجأة: "المارد ضربني!"، وربما يُرمى أرضًا بطريقة درامية. المشهد يبدو وكأنه واقعي، لكن عند تحليله بهدوء، يتبين أنه مجرد تمثيل مدروس ومحكم.

خامسًا: النصوص المرافقة

على الشاشة، في أسفل الفيديو، تجد عبارة: "لا تنسوا الإعجاب والاشتراك!" وكأن هذا "الظهور الجنّي" له هدف دعائي بحت! فهل المارد يضرب خصيصًا من أجل جمع الإعجابات؟ أين الحقيقة إذًا؟

الحقيقة الغائبة: لا جن ولا سحر… بل خداع بصري ومؤثرات

في نهاية المشهد، يظهر الخداع بوضوح، بينما لا يظهر الجن. الحقيقة التي لا يرغب صانعو هذه الفيديوهات بظهورها، هي أن ما يقدمونه ليس سوى عرض مسرحي بصري بتمثيل خادع وإخراج فني يُستخدم لأغراض ربحية أو دعائية، لا صلة له بالحقيقة ولا بالدين.

لكن الخطورة لا تكمن في مقطع واحد، بل في تكرار هذه الرسائل، وتغلغلها في عقل المشاهد، حتى تصبح جزءًا من منظومته الفكرية والدينية. وهنا يبدأ التراكم.

التراكم الخطير: كيف تتحول الكذبة إلى عقيدة؟

حين يتلقى المشاهد، خاصة إذا كان مراهقًا أو طفلًا أو صاحب ثقافة دينية ضعيفة، هذه الرسائل بشكل متكرر، فإنه يبدأ بتصديقها دون أن يشعر. يظن أن هناك فعلًا "حجر برق" يجذب المردة، وأن هناك "سيفًا" يتحكم في الجان، وأن صرخات الممثلين ليست تمثيلًا، بل حقيقة.

وهنا تتحول الكذبة إلى بناء تراكمي من الخرافات، تبدأ من مقطع فيديو، وتنتهي إلى اعتقاد كامل يتشكل في ذهن المتلقي.

في هذه اللحظة، لا يكون قد صدق كذبة واحدة فقط، بل يكون قد بنى تصورًا دينيًا خاطئًا بالكامل على أساسها.

تحليل نفسي للكذبة

علم النفس يوضح أن الإنسان ميّال لتصديق ما يثير عاطفته أو يلامس خوفه وغموضه. ولذلك، فإن المحتوى القائم على الرعب والخوارق غالبًا ما يحقق انتشارًا سريعًا، خاصة إذا كان مصممًا بطريقة محترفة تستهدف مشاعر الإنسان، وليس منطقه.

هؤلاء لا يخاطبون وعيك، بل يستهدفون نقاط ضعفك:

  • حب الإثارة والغموض.

  • الرغبة في تصديق العجائب.

  • الجهل بالعلوم الشرعية.

  • الفجوة المعرفية في الفهم الحقيقي للجن والسحر.

لهذا نجد أن المحتوى المضلل ينتشر سريعًا بين الأطفال والمراهقين، لأن عقولهم ما تزال في طور التكوين، وليس لديهم بعد أدوات التمحيص والتمييز بين التمثيل والحقيقة، أو بين الدين والخرافة.

لماذا يستمر الناس في التصديق؟

  • لأنهم لا يفرقون بين المؤثرات البصرية والواقع.

  • لأن من يُقدم المحتوى قد يتحدث بلهجة واثقة، ويبدو عليه الصدق.

  • لأن الكذبة تكررت كثيرًا حتى بدت وكأنها حقيقة.

  • لأن الكثيرين لا يملكون المعرفة الكافية بالدين، فيصدقون أي شيء يُقال باسم "الروحانيات".

الحقيقة في الكتاب والسنة

الإسلام لم يتركنا في ظلمة الجهل. بل بيّن لنا حقيقة عالم الجن، وفصل في الأمر فصلًا دقيقًا.

قال تعالى في سورة الجن:
﴿إنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقًا﴾

وهذا يؤكد أن السعي وراء تحالف مع الجن لا يأتي بخير، بل بالضرر والخوف.

ويقول الله سبحانه في سورة البقرة:
﴿وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر﴾

هنا تأكيد صريح: أن السحر تعليم شيطاني، وأن من يدّعي السيطرة على الجن بالحجر أو السيف أو حتى بمجرد النداء، فهو إما كاذب، أو مشرك بالله.

وورد في الحديث الصحيح:
"من أتى كاهنًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد"

إذًا، فمجرد التصديق بالخرافة يعد خطرًا على العقيدة، فكيف بمن يروج لها وينشرها بين الناس؟

من المستفيد من هذه الكذبة؟

في العصر الرقمي، باتت المشاهدات مصدر دخل. وكلما زادت الإثارة، زادت الأرباح. ومن هنا، فإن بعض صناع المحتوى لا يتورعون عن خداع الناس، وتضليل العقول، من أجل جني المال والشهرة.

بل إن بعضهم يبيع "أحجار البرق" أو "سيوف الطاقة" على أنها أدوات روحانية، تُجلب الرزق أو تحمي من الجن. وفي الواقع، هي تجارة مبنية على الجهل والتلاعب.

قصة "صالح بني صخر" كمثال حي

شخص يُدعى "صالح بني صخر" ينشر فيديوهات يُظهر فيها نفسه في مغامرات مع الجن، يصرخ، يهمس، يُضرب، يُحاور المردة. والمشاهدون يتابعون ويندهشون.

لكن أين الحقيقة؟ لا شيء مما يُعرض له دليل، ولا ظهور حقيقي لأي جن، بل مؤثرات صوتية وضوئية، و"مونتاج" دقيق يجعل الكذبة تبدو حقيقية.

وفي نهاية كل فيديو، تجد رسالة واضحة: "اشترك بالقناة ولا تنسَ الإعجاب!"

فهل الغاية هي التوعية؟ أم تحقيق الأرباح عبر الأكاذيب؟

رابط إحدى هذه الفيديوهات المضللة:
https://youtu.be/aQV6K-x4sh8

ما الضرر الحقيقي؟

ربما يظن البعض أن هذه الفيديوهات مجرد "تسلية"، لكنها في الحقيقة تخلق جيلًا يؤمن بالخرافات، ويرى أن الخلاص في حجر، أو أن الحماية من الجن تتحقق بسيف سحري.

هذا الجيل قد ينشأ ضعيف العقيدة، مشوش الفهم، لا يعرف التوحيد الخالص، ويظن أن الجن يمكن استدعاؤهم والتحكم فيهم. وهذا خطر عظيم.

كيف نحمي أنفسنا وأولادنا؟

  • نشر الوعي الديني الصحيح.

  • تعليم الأطفال الفرق بين الحقيقة والتمثيل.

  • فضح هذه الأساليب وكشف حقيقتها.

  • نشر العلم الشرعي الموثوق، والعودة إلى مصادر الإسلام النقية.

  • مقاطعة صناع المحتوى المضلل، ورفض الإعجاب بمحتواهم.

رسالة إلى صانع الخداع

أيها اليوتيوبر الذي تستغل الجهل والخوف، اعلم أنك قد تكون سببًا في ضلال شاب، أو شك طفل، أو ضعف إيمان إنسان بسيط.

قال رسول الله ﷺ:
"من سنّ سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة"

فاتق الله فيما تقدمه، وراجع نيتك، فقد تبني شهرتك على أكاذيب، لكنك تهدم بها عقولًا وقلوبًا.

الختام

إنهم يضللونك بوضوح، ويجعلون من يتبعهم يسير نحو الجهل والخرافة، وأنت تظن أنك تتابع شيئًا ممتعًا.

إياك أن تصدق...

وإياك أن تكون ضحية لمظهر خارجي يغلّف الكذب والخداع.

الحقيقة أقوى من الخرافة، والعقل أقوى من الوهم، والدين أعظم من كل سيف "مسحور".

إرسال تعليق

مرحباً بك اذا كنت تواجه { مشكله تتعلق بالمنشور } او { تريد التعليق علي شيئ } فيمكنك ذالك من هنا و { نحن سنرد عليك في غضون دقائق }

أحدث أقدم

أول الموضوع

أخر الموضوع